كيف تدير راتبك الشهري بشكل ذكي؟
منذ 3 سنوات بقلم مينة
blog

الراتب الشهري تابت، لكن تكاليف الحياة غير تابتة، ففي الوقت الذي تزداد فيه تكاليف الحياة يوماً بعد يوم، ارتفاع الأثمنة كل فترة، بسبب ارتفاع المواد الأولية، وأيضا الانتاج السريع للكماليات والتي من فرط استعمالها  أصبحت للأسف  من الضروريات، فضلا عن الرغبة الكبيرة في الاستمتاع أوقات طيبة، سفر ممتع، شراء سيارة جيدة، منزل جميل، يبقى راتبك في أغلب الأحيان غير كاف للبية كل حاجاتك المادية .

فأنت مثل عدد كبير من الأشخاص في الوطن العربي بل وفي كل  هذا العالم الفسيح، تعاني من الإمكانيات المحدودة والراتب الشهري الذي ينتهي قبل نهاية الشهر .  والذي غالبا يكون بسبب سوء تدبير المداخيل الشهرية والعشوائية في الصرف، لهذا نقترح عليك في هذا الموضوع بعض النصائح العملية التي سوف تساعدك على تسيير راتبك الشهري بشكل ذكي.

 

تحديد ميزانيتك وميزانية الأسرة بشكل مضبوط ومعقول

 

شائع جدا، أن الراتب الشهري موجه للأسرة ويصرف في أغلبه على متطلبات الزوجة والأبناء ( مدارس، منتجات غذائية، فواتير الماء والكهرباء ... ) الراتب القار، نسبة تصل حتى 70%  يصرف من أول أسبوع على المصاريف الأساسية، هامش الادخار من الراتب في معظم الأحيان، يكون ملغى لأنه بالكاد الراتب يكفي المصاريف الأساسية، وهذا الأمر يعتبر مشكل عويص يواجهه عدد كبير من الموظفين والمستخدمين.

 هنا يبقى ترشيد النفقات الأسرية والمصاريف اليومية هو الحل الأمثل، لتجنب الوقوع في مشكلات مادية عويصة، ويبقى كل شخص له أسلوبه الخاص في ترشيد نفقاته، هناك من يعطي الراتب كاملا لزوجته كي تحسن تدبيره (شائع جدا أن النساء أكثر خبرة في تسيير المائل المادية مقارنة مع الرجال )، هناك من يلجأ إلى الآلة الحاسبة لتحديد النفقات و تعدد الطرق .

لكن يبقى ضبط الميزانية الشهرية أمر في غاية الأهمية، ببساطة عليك أخذ ورقة وقلم، ورسم خانات، وداخل كل خانة اكتب نوع من أنواع مصاريفك الشهرية، مثال : خانة الطاقة ( الماء والكهرباء ) + خانة إجار البيت + خانة قرض السيارة + خانة مدارس الأطفال + خانة التطبيب + خانة البقال +  ....  قم بإحصاء نفقاتك المتكررة الضرورية وأيضا قم بتحديد نفقاتك الثانوية التي يمكن الاستغناء عنها أو التخفيف منها، مثال : التدخين + القهوة + الهاتف + الأنترنيت +  الأكل خارج البيت ..

هذه النفقات الأخيرة والتي يمكن تسميتها النفقات العشوائية، لأنها مربط الفرس، حيث يضيع جزء مهم من الراتب الشهري دون أن ننتبه إلى الأمر، وجب تحديدها جيدا، مع محاولة التقليل منها إلى أقصى حد ولما لا حتى الاستغناء عنها، هذه العملية سوف تمكنك في آخر الشهر من الاحتفاظ ببعض من راتبك الشهري ولما لا ادخاره على المدى البعيد.

 

الأخذ بعين الاعتبار دخلك القار فقط 

 

إنه إشكال حقيقي، أن بعض الأشخاص أثناء التخطيط لميزانيتهم الشهرية، يأخذون في عين الاعتبار أيضا تعويضات النقل والأكل وأيضا تعويضات الساعات الإضافية، بل هناك من يبالغ في تقدير هذه التعويضات، مما يجعل التخطيط الشهري للميزانية يصاب بخلل، لنكن واقعيين، هذه التعويضات ليست دائمة، ولا ثابتة، الأسلم وأنت تحدد مصاريفك الشهرية، أن تأخذ بعين الاعتبار راتبك الشهري فقط، لأنه الوحيد الدائم والثابت، المكافآت والحوافز لا تحصل عليها كل شهر، لذا لا داعي لاحتسابها أيضا مع راتك الشهري.

 

إنشاء صندوق احتياطي منزوع من راتبك

 

التوفير ثم التوفير، إنه الحل السحري لمواجهة المواقف الطارئة والحرجة، قد يمرض أحد أطفالك، قد تفصل من الشغل، مدخراتك سوف تكون خير سند لك، أفضل بكثير من أن تمد يدك للعائلة والأصدقاء لطلب يد العون، سوف يكون الوضع محرجا والأكثر إحراجا أن يرفضوا، بدعوة أنهم أيضا يعانون صعوبات مالية. لتجنب مثل هذه المواقف الحرجة، عليك بإنشاء صندوق احتياطي كي يساعدك على مواجهة مثل هذه المواقف غير المتوقعة. 

وعليه وأنت تقوم بتحديد ميزانيك وضبط المصاريف التي يمكن لك أن تخفضها أو حتى تستغني عنها، قم بتحديد جزء من الراتب وضعه في صندوق الاحتياط ويمكن تسميته أيضا بصندوق الطوارئ، وعليه كل مرة تقوم فيها بتحديد ميزانيتك الشهرية ضع فيه جزءا من المال، مما كان صغيرا، فمع الوقت سوف يكبر المبلغ الموضوع في صندوق الطوارئ.  

 

أداء الفواتير في وقتها المحدد

 

عدم أداء فاتورة الكهرباء في وقتها، قد يتسب لك في عقوبات مالية، أي زيادة  مالية على المبلغ المستحق، وقد تتقاعس عن أداءها  لحلول موعد الفاتورة المقبلة، تراكم الفواتير قد يتسب حقا في مشكلة كبيرة، لأنها أكيد سوف تسبب عجزا كبيرا في الميزانية، بل قد تستنفذ كل الراتب، وعليه، إحرص كل شهر على أداء فواتيرك في وقتها المحدد، فأنت أولى بمبالغ العقوبات المالية. 

 

عليك أن لا تغفل أبدا، أن راتبك الشهري مهما كان حجمه، فلا بد له من أن يكون أكبر من مصاريفك، بمعنى آخر مصاريفك الشهرية عليها  أن لا تتجاوز أبدا راتبك الشهري، حتى لا تضطر إلى الاقتراض آخر الشهر، وهذا الأمر في حد ذات مشكل مالي عويص جدا، قد يتطور مع الوقت كي يصبح مشكل عائلي واجتماعي، في عالمنا العربي الأشخاص الذين يكملون الشهر بالقروض يشكلون نسبة كبيرة جدا، فالقروض طالما دمرت أصحابها وجعلتهم يعيشون كوابيس لا حصر لها، احترص منها وكن حذرا جدا، وأنت تدير راتبك الشهري، احرص أن تبقى مصاريفك دوما أقل من الراتب، وكلما كبرت الفجوة بينهما يكون أفضل، اتبع الخطوات السابقة واجتهد حتى تبقى فجوة المصاريف مقارنة مع الراتب كبيرة، على أن يبقى الراتب طبعا هو الأعلى، وفي الختام نذكرك بقيمة الادخار والتوفير، فالقرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود .